الشيخ حيدر رمضان مؤسس المنتـــــــــــــــدي
عدد المساهمات : 3076 نقاط : 9272 السٌّمعَة : 62 تاريخ التسجيل : 25/06/2011 العمر : 63 الموقع : الآلية-غرب النوبارية-جمهورية مصر العربية(للتواصل-01001735306-01144328204-01280888643-أرضي داخل جمهورية مصر العربية0452370572)
| موضوع: سيدنا الإمام الحسن بن علي... السبت 02 يوليو 2011, 3:41 pm | |
| الإمام الحســــــــــــــن بن عــــــلي { رضي الله عنهما } .................................................. ....................... هو الحسن بن علي بن أبي طالب .. وأمه السيدة فاطمة الزهراء البتول بنت سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وهو سبط النبي .. وحفيد أم المؤمنين السيدة خديجة ( رضي الله عنها ) وسيد شباب أهل الجنة . ( مولده ) : ولد الحسن بن علي في منصف شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة وقد سماه الرسول بالحسن وكناه وأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في اذنه . وكان الحسن ...أبيض اللون مشربا بحمرة , ادعج العينين , سهل الخدين كث اللحية ...فقد كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . ولذ كانت أمه البتول فاطمة الزهراء رضي الله عنها حين كانت تلاعبه تقول : (( بأبي شبه النبي وليس شبيها بعلي )) وروت احدى الصحابيات وهي أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية زوج العباس ومن اولى المسلمات بعد ام المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها , انها قد رأت رؤيا قصتها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم : قال : يا رسول الله رأيت كأن عضوا من اعضائك في بيتي , فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رأيت خيراً , تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم . وصدق رؤياها وتحققت نبؤة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد ولدت الزهراء رضي الله عنها الحسن فأرضعته ام الفضل بلبن قثم . ومن هنا أصبح القثم بن العباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اخاً للحسن من الرضاع . وقد أراد ابيه الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان يسميه حرب الا ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفض وسماه الحسن وهو اول من سمي بهذا الأسم .
( بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ) : ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نال الحسن ومن بعده اخيه الحسين رضي الله عنهما شرفا عظيما , فقد حظي الاثنان بكل ما يملكه جدهم رسول اله صلى الله عليه وآله وسلم من حنان ودفء وعذوبة وما ادراك بصفات الرسول وصفاته النبيلة فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : (( ما رأيت حسنا قط الا دمعت عيني )) ويحكي ابو هريرة رضي الله عنه : جلس النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد وانا معه فقال : (( ادعو لي الحسن , فجاء الحسن يشد حتى أدخل يده في لحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فمه على فم الحسن ثم قال : اللهم اني احبه فأحبه وأحب من يحبه )) اخرجه احمد في مسنده والبخاري ومسلم . وروى عن اسامة بن زيد انه قال : (( طرقت باب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة في بعض الحاجة فخرج الى وهو مشتمل على شيء لا ادري ما هو , فلما فرغت من حاجتي قلت : ما هذا الذي انت مشتمل عليه يا رسول الله ؟ فكشف فاذا الحسن والحسين على وركه فقال : هذان ابناي وابنا ابنتي ... اللهم اني احبهما فأحبهما , وأحب من يحبهما )) رواه مسلم . ويقول عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " حسن سبط من الأسباط " (( ويحكى ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يقف على منبره يخطب : فاذا به يرى بين أيادي المصلين طفليه الحسن والحسين يمشيان ويتعثران , فاذا به ينزل مهرولاً من منبره حتى وصل اليهما فحملهما ووضعهما بين يديه الشريفة ثم قال لصحابته في المسجد " صدق الله ( انما اموالكم واولادكم فتنة ) , نظرت الى هذين الصبيين يمشيان ويتعثران فلم اصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما )) اخرجه ابو داود في الصلاة باب قطع الخطبة للأمر بحدث . لقد نشأ الحسن وتربى وترعرع بين يدي النبي وفي حضنه صلى الله عليه وآله وسلم فشرب من ينابيع الخير وآداب النبوة , لذا كان الحسن بن علي رضي الله عنه هو حبيب الناس وكانوا يتسابقون لنيل شرف المصاهرة منه حتى صار كثير الزواج كثير الطلاق بسبب حرص الناس على شرف نيل هذه المكرمة . وقد ضاق الامام علي كرم الله وجهه بسبب كثرة طلاقه , حتى انه وقف يوما على المنبر وقد ناشدهم , قال : يا اهلا لكوفة لا تزوجوا الحسن فإنه مطلاق . فإذا برجل من همدان ينهض ويقول : والله لنزوجنه فمن رضى امسك ... ومن كره طلق . البداية والنهاية 8/38 وسير اعلام النبلاء 3/253 .
والحقيقة ان الحسن لم يطلق واحدة الا وكانت تحمل له في قلبها حبا كبيرا حيث كان حسن المعاشرة , هادىء الطباع , كريماً لا يُسمع منه الفحش او اذى قط , وكان يتصف بالحلم والفصاحة ومعرفة علوم القرآن والتأويل . لذا اكتسب اخلاقا رفيعة سحرت كل من تزوجته وعاشرته . ( الحسن ...سخياً كريماً ) : أشتهرا لحسن بن علي رضي الله عنهما بالجود والكرم والعطاء والسخاء . وقد أوردت لنا كتب الأثر حكايات شتى وروايات عديدة وقصص كثيرة تحدثت جميعها عن مآثره ومواقفه وعطاياه للمساكين وابن السبيل والفقراء .. روي انه رضي الله عنه قد سمع رجلا يسأل الله ان يرزقه عشرة الآف درهم فأنصرف الى منزله وبعث بها اليه . وجاء رجل يشكو اليه ضيق الحال , فدعا الحسن وكيله وجعل يحاسبه على نفقاته ومقبوضاته حتى استقصاها فقال لوكيله : هات الفاضل فأحضر خمسين الفه درهم , ثم احضر الدراهم ودفعها للسائل . ويحكى ان رجلا سأله صدقة فأستحى ان يرده بلا عطاء , فقال له : الأ ادلك على شيء يحصل لك منه البر ؟ قال بلى فما هو ؟ قال اذهب الى الخليفة فإن ابنته توفيت وانقطع عليها وما سمع من احد تعزية . فعزه بقلك له : الحمد لله الذي سترها بجلوسك على قبرها وما هتكا بجلوسها على قبرك , فذهب الرجل وفعل مثلما أمره , فسرى عن الخليفة حزوه وأمر له بجائزة وقال له : اكلامك هذا ؟ قال : بل كلام الحسن , قال : صدقت فإنه معدن الكلام الفصيح , وأمر له بجائزة اخرى . وقد سأل احد الناس الحسن رضي الله عنه لماذا نراك لا ترد سائلاً وان كنت على فاقة ؟ فأجابهم : اني لله سائل وفيه راغب , وانا استحي ان اكون سائلاً وأرد سائلاً وان الله تعالى عودني عادة . عودني ان يفيض نعمه علي وعودته ان افيض على الناس , فأخشى ان قطعت العادة ان يمنعن العادة , ثم راح ينشد : اذا ما أتى سائل قلت مرحبا ..................................... بمن فضله فرض على معجل ومن فضله فضل على كل فاضل ............................... وأفضل ايام الفتى حين يسأل هؤلاء هم أحفاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهذه هي بعض من صور كرمهم وعطاءهم ( أخلاقه ): ــــــــــــــــ عُرف الحسن عن الحسن بن علي رضي الله عنه حُسن الخلق , وحسن الألفة وعذوبة الروح وصفاء النفس وحبه للناس وحبهم له . وقد أدى رضي الله عنه فريضة الحج نحو خمسة عشر مرة مشيا على الاقدام من المدينة المنورة الى مكة المكرمة ...بل ان البعض راح يؤكد انه قد اداها حوالي خمس وعشرين مرة . وحين سأله بعض رفاقه وأصحابه عن السر وراء اداء فريضة الحج مشيا على الاقدام وهو لديه خيلا وخيرا كثيرا , فأجاب قائلا : " اني لأستحي من ربي ان القاه .. ولم امشي الى بيته " وكان الحسن رضي الله عنه صواما بالنهار , قواما في الليل , واصلاً لرحمه , نابغاً في وعظه , راضياً هذا هو الحسن الذي قال عنه جعفر بن محمد " كان الحسن لا يشارك في دعوى ولا يدخل في مراء ولا يدلي بحجة حتى لا يرى قاضيا ...كان يقول ما يفعل ويفعل ما يقول , تفضلاً وتكرماَ , كان لا يغفل عن اخوانه لا يلوم احدا فيما يقع العذر في مثله , اذا ابتدأه امر ان لا يدري ايهما اقرب الى الحق , نظر فيما هو اقرب الى هواه فخالفه , وكان قاضيه قاضي ابيه وكذلك كاتبه ولم يكن له حاجباً ) اخرجه ابن سعد وكان يقول دائماً لأصحابه منشدا أبياتا من نظمه تتسم بالبلاغة والحكمة وفصاحة اللسان وقوة البيان ونور الايمان : أغنى عن المخلوق بالخالق ....................................تغنى عن الكاذب والصادق وأسترزق الرحمن من فضله .................................. فليس غير الله بالرازق من ظن ان الناس يغنونه ...................................... فليس بالرحمن بالواثق
( أقواله ): ـــــــــــــ في أحدى الايام التي خلا فيها الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بأبنه الامام الحسن رضي الله عنه وقد تجاذبا معا اطراف الحديث واراد الامام علي الحاكم البليغ ان يقرأ مافي عقل ابنه وقد اراد كشف النقاب عن رؤاه وفكره ومنهجه , وهل قد شرب من ينبوع حكمته وفصاحته وبلاغته وثقافته ام لا ؟ فلماذا دار بينهما في هذا الحوار الجميل حوار العقل ان شئنا الدقة : الامام علي : يا بني ما السداد ؟ الامام الحسن : دفع المنكر بالمعروف الامام علي : فما الشرف ؟ الامام الحسن : اصطناع العشيرة والاحتمال للجريرة . الامام علي : فما السماح ؟ الامام الحسن : البذل في اليسر والعسر . الامام علي : فما اللؤم ؟ الامام الحسن : احراز المرء ماله .. وبذله عرضه الامام علي : فما الجبن ؟ الامام الحسن الجرأة على الصديق الامام علي : فما الغنى ؟ الامام الحسن : رضا النفس بما قسم الله لها وان قل ... الامام علي : فما الحلم ؟ الامام الحسن : كظم الغيظ وملك النفس . الامام علي : فما الذل ؟ الامام الحسن : الفزع عند الصدمة الامام علي : فما الكلفة ؟ الامام الحسن : كلامك فيما لا يعنيك الامام علي : فما المجد ؟ الامام الحسن : أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم الامام علي : فما السفه ؟ الامام الحسن : اتباع الدناءة ومحبة الغواية . الامام علي : فما الغفلة ؟ الامام الحسن : ترك المسجد وطاعة المفسد . وكان يقول دائما لاحبابه واصحابه , هلاك الناس في ثلاثة ... الكبر والحرص والحسد . فالكبر هلاك الدين وبه لعن ابليس , والحرص عدو النفس وبه اخرج ادم من الجنة , والحسد رائدالسوء ومن قتل قابيل هابيل .
ويقول ايضا رضي الله عنه : " لا ادب لمن لا عقل له , ولا مودة لمن لا همة له , ولا حياء لمن لا دين له , ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل " ويقول الامام الحسن رضي الله عنه : علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلمات اقولهن في الوتر : " اللهم اهدني فيمن هديت , وعافني فيمن عافيت , وتولني فيمن توليت , وبارك لي فيما اعطيت , وقني شر ما قضيت , انك تقضي ولا يقضى عليك , وانه لا يذل من واليت , تباركت ربنا وتعاليت " رواه احمد في المسند
( أبناءه ) : ــــــــــــــ انجب رضي الله عنه احد عشر ولدا , هم من السلالة الطاهرة الشريفة الكريمة سلالة الامام علي بن ابي طالب كرمه الله وجهه , والسيدة فاطمة الزهراء بنت أشراف الخلق اجمعين وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم . 1- زيد الأبلج - 2 الحسن المثنى - 3 القاسم 4- ابو بكر - 5 عبد الله -6 عمر 7- عبد الرحمن - 8 الحسين - 9 محمد - 10 يعقوب - 11 اسماعيل اما حسب رواية شيخ الشرف العبيدلي في تهذيب الانساب فيقول : العقب من ولد الحسن بن علي من اربعة رجال : - الحسن المثنى - زيد - عمر انقرض - الحسين انقرض اما رواية المجدي : اعقب ستة عشر ولدا منهم خمس اناث : طلحة – اسماعيل – عبد الله – حمزة – يعقوب – عبد الرحمن – ابو بكر ...والبنات : فاطمة – ام الخير رملة – ام الحسن – ام سلمة – ام عبد الله . وقد اتفقت المراجع على ان عقب الامام الحسن رضي الله عنه في اثنين : زيد الأبلج والحسن المثنى .
( وفاته ) : ــــــــــــــ توفي الامام الحسن في المدينة المنورة في الخامس من صفر سنة 50 هـ وقد مات مسموما عاش الامام الحسن رضي الله عنه زاهدا ومات زاهدا فرحمه الله وأسكنه الجنة مع أبيه وأمه وجده خير سلالة عرفتها البشرية ...
| |
|