منتدي أحباب النبي
مرحبــــــــاً بك في منتــــــدي أحباب النبي
حللت أهلاً......ونزلت سهلاً
نتمني لك أن تفيد...وتستفيد
اللهم أعنا..علي ذكرك..وشكرك..وحسن عبادتك
منتدي أحباب النبي
مرحبــــــــاً بك في منتــــــدي أحباب النبي
حللت أهلاً......ونزلت سهلاً
نتمني لك أن تفيد...وتستفيد
اللهم أعنا..علي ذكرك..وشكرك..وحسن عبادتك
منتدي أحباب النبي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي أحباب النبي

تشفع يارسول الله فينا فما نرجو الشفاعة من سواك...وسارع في إغاثتنا فإنا نري المولي يسـارع في رضاك
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
الحمد لله,والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله,سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله,وعلي آله وصحبه ومن والاه .....وبعد...قال رسول الله صلي الله تعالي عليه وآله وصحبه وسلمSadأسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة,أكثرهم علي صلاة)....اللهم صل صلاة كاملة,وسلم سلاماً تاماً ,علي سيدنا ومولانا محمد النبي,الذي تنحل به العقد,وتنفرج به الكرب,وتقضي به الحوائج,وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم,ويستسقي الغمام بوجهه الكريم,وعلي آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك ,,,ياالله,,,ياحي,,,ياقيوم...
اللهم صل علي سيدنا ومولانا محمد فى الأولين.. وصل على سيدنا ومولانا محمد فى الآخرين.. وصل على سيدنا ومولانا محمد في الملأ الأعلي إلى يوم الدين... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد شاباً فتياً.. وصل على سيدنا ومولانا محمد كهلاً مرضياً.. وصل على سيدنا ومولانا محمد رسولاً نبياً ...اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد حتى ترضى.. وصل على سيدنا ومولانا محمد بعد الرضا.. وصل على سيدنا ومولانا محمد أبداً أبداً ...اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد كما أمرت بالصلاة عليه.. وصل على سيدنا ومولانا محمد كما تحب أن يصلى عليه.. وصل على سيدنا ومولانا محمد كما أردت أن يصلى عليه... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد عدد خلقك.. وصل على سيدنا ومولانا محمد رضا نفسك.. وصل على سيدنا ومولانا محمد زنة عرشك.. وصل على سيدنا ومولانا محمد مداد كلماتك التى لا تنفذ ... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد.. وآت سيدنا ومولانا محمد الوسيلة والفضل والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته ... اللهم عظم برهانه.. وأفلج حجته.. وأبلغه مأموله فى أهل بيته وأمته ... اللهم أجعل صلواتك وبركاتك ورأفتك ورحمتك على سيدنا ومولانا محمد حبيبك وصفيك وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد بأفضل ما صليت على أحد من خلقك.. وبارك على سيدنا ومولانا محمد مثل ذلك.. وارحم سيدنا ومولانا محمد مثل ذلك ... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد فى الليل إذا يغشى.. وصل على سيدنا ومولانا محمد فى النهار إذا تجلى..وصل علي سيدنا ومولانا محمد بعدد الذكر والأنثي.. وصل على سيدنا ومولانا محمد فى الآخرة والأولى ... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد الصلاة التامة.. وبارك على سيدنا ومولانا محمد البركة التامة.. وسلم على سيدنا ومولانا محمد السلام التام . اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد إمام الخير وقائد الخير ورسول الخير ...اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد أبد الآبدين ودهر الداهرين ... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد النبى الأمى العربى القرشى الهاشمى الأبطحى المكى.. صاحب التاج والهراوة.. والجهاد والمغنم.. صاحب السرايا والعطايا.. والآيات المعجزات والعلامات الباهرات.. والمقام المحمود والحوض المورود والشفاعة والسجود للرب المعبود ... اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد بعدد من صلى عليه وعدد من لم يصل عليه منذ بدأ الخلق إلي يوم القيامة...والحمد لله رب العالمين.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المواضيع الأخيرة
» سيدنا النبي
رمضان والقرآن Icon_minitime1الثلاثاء 14 مايو 2024, 3:11 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» سورة هود(من الآية رقم-84إلي الآية رقم-95)
رمضان والقرآن Icon_minitime1السبت 25 سبتمبر 2021, 10:55 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» 437(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ..)42-9-2021
رمضان والقرآن Icon_minitime1الجمعة 24 سبتمبر 2021, 1:08 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» سورة هود(من الآية رقم-69إلي الآية رقم-83)
رمضان والقرآن Icon_minitime1السبت 18 سبتمبر 2021, 10:26 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» 436(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا..)17-9-2021
رمضان والقرآن Icon_minitime1الجمعة 17 سبتمبر 2021, 1:25 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» سورة هود(من الآية رقم-61إلي الآية رقم-68)
رمضان والقرآن Icon_minitime1السبت 11 سبتمبر 2021, 10:49 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» 435(يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي..)10-9-2021
رمضان والقرآن Icon_minitime1الجمعة 10 سبتمبر 2021, 1:18 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» سورة هود(من الآية رقم-50إلي الآية رقم-60)
رمضان والقرآن Icon_minitime1الأحد 05 سبتمبر 2021, 1:03 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

» 434( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ...)3-9-2021
رمضان والقرآن Icon_minitime1الجمعة 03 سبتمبر 2021, 1:22 pm من طرف الشيخ حيدر رمضان

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 12 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 12 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 217 بتاريخ الإثنين 24 مايو 2021, 9:38 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 39 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عماد الحمود فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 3427 مساهمة في هذا المنتدى في 2741 موضوع
المواضيع الأكثر نشاطاً
التفسير الميسر لسورة البقرة
(مصحف الكتروني مع اصوات جمع من القراء مع خاصية التكرار بالاضافة الى خمس تفاسير بعدة لغات )
بعض صيغ الصلوات علي سيد السادات
سورة البقرة - سورة 2 - عدد آياتها 286
سيدنا شيث (عليه السلام)
ماقبل الحمل
المؤمن جل جلاله
خلافة مروان بن الحكم
المواريــــــــــــــــــــث
بصوم يوم تكفر ذنوب سنتك الماضية
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     رمضان والقرآن

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ حيدر رمضان
    مؤسس المنتـــــــــــــــدي
    الشيخ حيدر رمضان


    عدد المساهمات : 3076
    نقاط : 9272
    السٌّمعَة : 62
    تاريخ التسجيل : 25/06/2011
    العمر : 63
    الموقع : الآلية-غرب النوبارية-جمهورية مصر العربية(للتواصل-01001735306-01144328204-01280888643-أرضي داخل جمهورية مصر العربية0452370572)

    رمضان والقرآن Empty
    مُساهمةموضوع: رمضان والقرآن   رمضان والقرآن Icon_minitime1الخميس 28 يوليو 2011, 9:09 pm



    قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} [الكهف:1] أحمده وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أخشى الناس لربه، وأتقاهم لمولاه، وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    ففي رمضان يقبل كثير من الناس على كتاب الله تعالى قراءة وحفظاً، وأحياناً تفسيراً وتدبراً، وما ذاك إلا لأن رمضان موسم للخيرات، تتنوع فيه الطاعات، وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين، وفتحت أبواب الجنان، وغلقت أبواب النيران.

    ورمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]، وكان جبريل يدارس فيه رسول الله القرآن، فالحديث عن القرآن في رمضان، له مناسبته وله خصوصيته لا سيما مع إقبال الناس عليه.

    من فضائل القرآن
    1 - أنه هدى: وصف هذا القرآن بأنه {هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2] أي: يهتدون بآياته ومعانيه؛ حتى يخرجهم من ظلمات الشرك والجهل والذنوب إلى نور التوحيد والعلم والطاعة. يهتدون به فيما يعود عليهم بالصلاح في دنياهم وأخراهم كما قال الله سبحانه: {إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} [الإسراء:9].

    2 - أن عِبره أعظم العبر، ومواعظه أبلغ المواعظ، وقصصه أحسن القصص: كما في قول الله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف:3].

    3 - أنه شفاء: كما في قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس:57].

    شفاء للصدور من الشبه والشكوك والريب والأمراض التي تفتك بالقلوب والأبدان؛ ولكن هذا الشفاء لا ينتفع به إلا المؤمنين كما في قول الله تعالى: {وَنُنَزلُ منَ القُرآن مًا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَلِمِينَ إلا خَساراً} [الإسراء:82]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} [فصلت:44] [ انظر تفسير ابن كثير 2/256].

    4 - أنه حسم أكثر الخلاف بين اليهود والنصارى في كثير من مسائلهم وتاريخهم وأخبارهم: كاختلافهم في عيسى وأمه عليهما السلام، واختلافهم في كثير من أنبيائهم، قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [النمل:76-77] [انظر تفسير ابن كثير 3/795]. فأهل الكتاب لو كانوا يعقلون لأخذوا تاريخهم وأخبار سابقيهم من هذا الكتاب الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت:42].

    لكن كيف يفعل ذلك أهل الكتاب، وكثير من المؤمنين قد زهدوا في كتابهم، وتبعوا اليهود والنصارى حذو القذة بالقذة؟!

    فالمؤمن بهذا الكتاب يمتلك من أخبار الصدق ما لا يمتلك اليهود والنصارى عن دينهم الذي زورت كثير من حقائقه وأخباره على أيدي أحبار السوء، ورهبان الكذب.

    5 - أن القرآن العظيم حوى كثيراً من علوم الدنيا تصريحاً، أو تلميحاً، أو إشارة، أو إيماء: ولا يزال البحث العلمي في علوم الإنسان، والحيوان، والنبات والثمار، والأرض، والبحار، والفضاء، والأفلاك، والظواهر الكونية والأرضية يتوصل إلى معلومات حديثة مهمة، ذكرها القرآن قبل قرون طويلة؛ مما جعل كثيراً من الباحثين الكفار يؤمنون ويهتدون.

    وقد قال الله تعالى: {وَنَزَلنَا عَلَيكَ الكِتَابَ تِبيَاناً لِكُلِ شَىٍء} [النحل:89] وقال سبحانه: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} [الأنعام:38]. فكل ما يحتاج إليه البشر لإصلاح حالهم ومعادهم موجود في القرآن كما دلت على ذلك هاتان الآيتان. ولا يعني ذلك الاكتفاء به عن السنة النبوية؛ لأن من اتبع القرآن، وعمل بما فيه لابد أن يأخذ السنة ويعمل بما فيها؛ ذلك أن القرآن أحال على السنة في كثير من المواضع كما في قول الله تعالى: {وَمَا آتاكُمُ الرسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فانتهُوا} [الحشر:7] وقوله سبحانه: {مَن يُطِعِ الرَسولَ فقَد أطاعَ اللّهَ} [النساء:80].

    وبين سبحانه وتعالى أن من أحبه فلا بد أن يتبع رسوله كما في قوله سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31] واتباع الرسول متمثل في الأخذ بسنته، والعمل بما فيها.

    6 - يتميز القرآن بميزة تظهر لكل أحد وهي: سهولة لفظه، ووضوحُ معناه: كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [القمر:17].

    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: (أي سهّلنا لفظه، ويسَّرنا معناه لمن أراد؛ ليتذكر الناس) [تفسير ابن كثير:4/411]. وقال مجاهد: (هوَّنا قراءته) [تفسير الطبري:27 /96]، وقال السدي: (يسَّرنا تلاوته على الألسن) [تفسير ابن كثير:4/411]، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: (لولا أن الله يسَّره على لسان الآدميين ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله عز وجل) [تفسير ابن كثير:4/411].

    وقال الله سبحانه وتعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً} [مريم:97].

    وهذه آية من أعظم الآيات، ودليل من أوضح الأدلة على عظمة هذا القرآن وإعجازه؛ فحفظه وإتقانه أيسر وأهون من سائر الكلام. وقراءته ميسرة؛ حتى إن بعض الأعاجم ليستطيع قراءته وهو لا يعرف من العربية سواه، وحتى إن كثيراً من الأُميين لا يستطيع أن يقرأ غيره.

    وأما المعنى: فتجد أن كلاً من الناس يأخذ منه حسب فهمه وإدراكه؛ فالعامي يفهمه إجمالاً، وطالب العلم يأخذ منه على قدر علمه، والعالم البحر يغوص في معانيه التي لا تنتهي؛ حتى يستخرج منه علوماً وفوائد ربما أمضى عمره في سورة أو آية واحدة ولم ينته من فوائدها ومعانيها.

    قيل إن شيخ الإسلام أبا إسماعيل الهروي رحمه الله تعالى عقد على تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء:101] ثلاثمائة وستين مجلساً [السير للذهبي: 18/ 514].

    وتصانيف العلماء في سورة أو آية واحدة كثيرة ومشهورة؛ وما ذاك إلا لغزارة المعاني والعلوم التي حواها هذا الكتاب العظيم.

    لماذا أنزل القرآن؟
    المقصود الأعظم من إنزاله: فهم معانيه، وتدبر آياته، ثم العمل بما فيه كما قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص:29] وقال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا} [الفرقان:50] وقال سبحانه: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراًً} [النساء:82] وقال تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وكلما كثر تدبر العبد لآياته عظم انتفاعه به، وزاد خشوعه وإيمانه.

    ولذا كان النبي أخشع الناس وأخشاهم وأتقاهم؛ لأنه أكثرهم تدبراً لكلام الله تعالى. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (قال لي رسول الله: (اقرأ عليّ القرآن) فقلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل، قال: (إني أشتهي أن أسمعه من غيري)، قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت {فَكَيفَ إذَا جِئنَا مِن كُلِ أُمَةِ بِشَهِيدِ وَجِئنَا بِك عَلَى هَاؤُلآءِ شَهِيداً} [النساء:41] رفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي، فرأيت دموعه تسيل) [رواه البخاري:5505، ومسلم:800].

    ولا شك في أن تدبر القرآن والانتفاع به يقود إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، يقول الحسن رحمه الله: (يا ابن آدم، والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حُزنك، وليشتدن في الدنيا خوفك، وليكثرن في الدنيا بكاؤك) [نزهة الفضلاء:1/ 448].

    كم اهتدى بهذا القرآن من أناس كانوا من الأشقياء؟ نقلهم القرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن الضلال إلى الهدى، ومن النار إلى الجنة.

    قوم ناوئوا رسول الله، وناصبوه العداء، وأعلنوا حربه؛ سمعوا هذا القرآن فما لبثوا إلا يسيراً حتى دخلوا في دين الله أفواجاً، ثم من أتى بعدهم كان فيهم من كان كذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة مشهورة.

    ولعل من عجائب ما يذكر في هذا الشأن: قصة توبة الإمام القدوة الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى؛ إذ كان شاطراً يقطع الطريق، وكان سببُ توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها؛ إذ سمع تالياً يتلو قول الله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16] فلما سمعها، قال: بلى يا رب! قد آن، فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة - أي قافلة - فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح؛ فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: ففكرت، وقلت: (أنا أسعى باليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ها هنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام) [نزهة الفضلاء:2/ 600].

    فرحم الله الفضيل بن عياض، قادته آية من كتاب الله تعالى إلى طريق الرشاد فكان من العباد المتأهلين، ومن العلماء العاملين، فهل نتأثر بالقرآن ونحن نقرؤه ونسمعه بكثرةٍ في هذه الأيام؟!

    هل ينتفع أهل الكفر والعصيان بالقرآن؟
    الكفار لا ينتفعون بالقرآن بسبب إعراضهم عنه، وتكذيبهم له.

    وأما أهلُ المعاصي والفجور فهم أقلُ انتفاعاً به بسبب هجرانهم له، وانكبابهم على شهواتهم، قال الله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً. وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً} [الإسراء:46،45]. هذا حال الكفار والمنافقين قد حجبوا عن الانتفاع به.

    أما أهلُ المعاصي فقد اكتفوا بغيره بديلاً عنه حتى هجروه؛ لذا عظمت شكاية الرسول إلى الله تعالى منهم كما في قول الله سبحانه: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [الفرقان:30] ذكر ابن كثير رحمه الله: (أنهم عدلوا عنه من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره) [تفسير ابن كثير:3/ 507].

    وكم من أناس في هذا الزمن ولعوا بالغناء والمعازف حتى لا تفارق أسماعهم! وهجروا كلام الله حتى لا يطيقون سماعه، ولا تجتمع محبة القرآن ومحبة الغناء في قلب واحد.

    بيوت يُحيى ليلها، ويقضى نهارها في سماع الغناء والمعازف؛ حتى إن أصواتها لتنبعث من وراء الجدران؛ مبالغة في الجهر والعصيان.

    بيوت خلت من ذكر الرحمن، وعلا ضجيجها بمزمار الشيطان؛ حتى انتشرت الشياطين في أرجائها وأركانها، وجالت في قلوب أصحابها؛ فحرفتهم عن سبيل الهدى والرشاد إلى سبيل الغي والفساد، فكثرت فيهم الأمراض النفسية، والانفعالات العصبية، والأحلام المزعجة فكانوا كمن قال الله تعالى فيهم: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة:19].

    ويخشى على من كان كذلك أن يختم له بالسوء، وأن ينعقد لسانه حال احتضاره عن شهادة الحق، وقد اشتهرت حوادث كثيرة في ذلك.

    وما راجت سوق الغناء والمعازف، وكثر المغنون والمغنيات إلا بسبب كثرة السامعين والسامعات فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.

    أما أهل الإيمان والقرآن ففرحهم بلقاء ربهم لا يوصف؛ عظموا كتاب الله عز وجل فرزقهم الله حسن الختام، وأكثروا قراءته وتدبره والعمل به؛ فاستقبلتهم الملائكة في مواكب مهيبة، تبشرهم بالرضى والجنان، فشوهدوا حال احتضارهم وهم في أمن وطمأنينة.

    هذا الإمام المقرئ المحدثُ الفقيهُ أبو بكر بن عياش رحمه الله تعالى لما حضرته الوفاة بكت أخته ! فقال لها: (ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختم أخوك فيها ثمانية عشر ألف ختمة) [نزهة الفضلاء:675].

    فهل يستوي هذا مع من سمع آلاف الأغاني، وقضى آلاف الساعات في العصيان؟ كلا والله لا يستويان.

    ومما يؤسف له أن يربى الأولاد الصغار على الأغاني والمعازف، ويفاخر بهم في هذا الشأن كما يفاخر أهل القرآن بأولادهم في حفظ القرآن!! وتلك مصيبة أن يربى أهل القرآن على مزمار الشيطان، وكان الأولى؛ بل الواجب أن يربوا على كلام الله تعالى. ورمضان أنزل فيه القرآن، وهو فرصة لإحياء مساجدنا وبيوتنا بكلام الله تعالى، لاسيما مع إقبال الناس على القرآن.

    وينبغي للصائمين ألا يذروا في بيوتهم شيئاً يزاحم القرآن، لاسيما إذا كان يعارضه ويناقضه، كما هو الحال في كثير من البرامج الفضائية والتلفازية التي ينشط أهل الشر في عرضها وتزيينها في رمضان؛ بقصد جذب المشاهدين إلى قنواتهم، والتي لا تزال تزاحم القرآن والذكر وسائر العبادات في هذا الشهر العظيم.

    أسأل الله الغفور الرحيم أن يتغمدنا برحمته، وأن يصلح سرنا وعلانيتنا، وأن يجعلنا من عباده المقبولين، إنه سميع مجيب، والحمد لله رب العالمين.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://ahbabelnaby.ahlamontada.com
     
    رمضان والقرآن
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » قبل أن يرحل رمضان
    » رمضان والتلفاز
    » بعض فضائل شهر رمضان
    » رمضان والدعاء
    » يوم نموذجي في رمضان

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    منتدي أحباب النبي :: روضة الصائمين :: رمضانيات-
    انتقل الى: